221ب شارع بيكر هو عنوان المحقق الشهير شيرلوك هولمز.
بطلنا هو محقق خيالي، وأحد من أشهر الشخصيات الأدبية، ومن إبداع المؤلف والطبيب الاسكتلندي السير آرثر كونان دويل ، ظهر أول مرة في رواية دراسة في اللون القرمزي عام ١٨٨٧م (A Study in Scarlet)
يشارك هولمز بالسكن صديقه الوفي، الدكتور جون واطسون، الذي يصفه بأنه نحيل وطويل الجسد، ويتميز بأنفه الذي يشبه منقار الصقر، وذقنه الحاد، وكان يضع يديه خلفه حين يتجول، وصعب المراس حين تعمل معه، وفي رواية "كلب آل باسكرفيل" وصفه واطسون بأنه شبيه بالقط في حرصه على نظافته الشخصية.
استوحى السير ارثر كونان دويل شخصية هولمز من الدكتور جوزيف بيل الذي كان دويل يعمل لديه في المستشفى الملكي في أدنبرة باسكتلندا. ومثلما كان هولمز، كان الدكتور جوزيف بيل يصل إلى استنتاجات مذهلة بناءً على ملاحظات بسيطة. ومع ذلك، فقد كتب الدكتور جوزيف بيل إلى كونان دويل قائلًا: "أنت هو شيرلوك هولمز، ومن الجيد أن تعلم ذلك."
ومن أشهر مقولات شيرلوك هولمز:
” إن عقلي هو كمحرك يعمل بقوة، فيتحطم ذاتياً إلى قطع إذا لم يعمل لما صنع لأجله “
- صورة تخيلية لشيرلوك هولمز وصديقه الدكتور واطسون للرسام سيدني باجيت فى جريدة ستراند.
حين يعمل شيرلوك هولمز في حل ألغاز الجرائم، يصل للحل عن طريق استخدام مبادئ علم الإستنتاج أو الإستدلال وأسلوب الإحتمال المنطقي، وأعتقد انه اكثر علم يجب علينا الكتابة والبحث فيه لفقر المكتبة العربية عن هذا الموضوع، فهو يقوي العقل والذاكرة، ويفيد كل رجال التحقيقات والمهتمين بحل لغز الجريمة.
فلقد قرأت انت هذه المقالة لانك استنتجت انها ستقوي قدراتك على الاستنتاج، وانا استنتجت انك تريد ان تتعلم عنه اكثر لانك تقرأ المقال الان.
من خلال الاطلاع والقراءة تزيد محصلتك ومعرفتك بما يدور حولك، ووجود المعلومات لديك يساعدك كثيراً على العودة لها عندما تبدأ بالاستنتاج وتحل لغزا ما، فأنت تعرف ان قدم لاعب كرة القدم اقوى من قدم الشخص العادي، وقبضة يد لاعب الكاراتيه تميزه بقوتها، وبطل المصارعة يتميز بالجسد الضخم والبنية الرياضية، اما الطبيب والقاضي فتستطيع ان تميز بينهما لانك تعلم ان القاضي يرتدي العباءة السوداء والدكتور يرتدي الابيض، كل ذلك عرفته لانك تعلمت ولاحظت ذلك.
اما في رواية "فضيحة في بوهيميا" يُظهِر هولمز معرفتة بعلم النفس، حيث يستدرج "آيرين أدلر" تلك المرأة التي فاقته في الحيلة والدهاء وكان يسميها "المرأة"، ليجعلها تدله على مكان صورة فوتوغرافية كانت لديها وهددت بنشرها التي كانت ستسبب فضيحة كبرى لجلالة ملك بوهيميا، وقد كانت الصورة مخبأة في تجويف في الجدار خلف لوحة، حين وكله الملك بالقضية حيث حاول كثيراً ان يرسل اللصوص لمنزلها ويدفع لهم المبالغ الخيالية ولكنها كانت محاولات فاشلة، قرر بعدها ان يلجأ للمحقق العظيم، فوافق هولمز وراقب منزلها لفترة طويلة واستجوب عمال منزلها، وفي اليوم التالي زارها متنكراً بهيئة رجل طاعن في السن، وانتظر عودتها للمنزل حيث وقف مع رجال اتفق معهم ان يفتعلوا مشاجرة اثناء نزولها من العربة، ما ان بدأت المشاجرة، وادعى هولمز انه يدافع عن السيدة ويبعدها عن الموقف حتى ضربه احد الرجال ليسقط على الارض، وتأمر السيدة الناس ان يدخلوه لمنزلها، وحين دخل هولمز كان قد اتفق مسبقاً مع واطسون ان يقف امام النافذة، وفي وقت محدد ومع حركة يد شيرلك هولمز عليه ان يشعل فتيل الدخان ليقذفه خلال النافذه، ويصرخ: حريق! حريق!
كان هولمزعلى ثقة بأن الصراخ والدخان كافيين لتهتز اعصابها الحديدية، طلب هولمز من السيدة ان تفتح النافذة لانه يشعر بالاختناق واعطى اشارة لواطسون لينفذ خطة انذار الحريق الوهمي، وعرف هولمز مكان الصورة لانه راقب نظرات "آيرين" التي بسرعة اتجهت نحو مكان الصورة بخوف، بعد ان حصل على مايريد استأذن السيدة ورحل ليأتي في اليوم التالي ويجد الصورة.
سأله واطسون: "كيف عرفت كل هذا؟ وكيف كنت واثق من مكان الصورة؟"
أجاب هولمز: "عندما تعتقد امرأة أن منزلها يحترق، تدفعها غريزتها إلى الإسراع إلى الشئ الاكثر أهمية، وهذا رد فعل قاهر قمت بإستغلاله أكثر من مرة من قبل."
مثال آخر في "مغامرة الجوهرة الزرقاء"، حيث يحصل هولمز على معلومات من البائع عن طريق استدراجه إلى لعب رهان، ويعلق على ذلك قائلًا: "إذا رأيت رجلًا شاربه بهذه الهيئة، ولا منديل يتدلى من جيب بذلته، يمكنك دائمًا خداعه باستخدام رهان".
يعلمنا شيرلوك هولمز ان نلاحظ مايدور حولنا، فقد كتب صديقه الوفي الدكتور جون واطسون معظم سيرته الذاتية ودون الملاحظات عن شخصيته، وساعده في معظم تحقيقاته بالتفكير معه بصوت عالي، وايضاً في رواية "فضيحة في بوهيميا"
تبدأ احداث الرواية بعد ان تزوج واطسون، وقد مرت سنوات من الانقطاع اشتاق لزيارة صديقه العزيز شيرلوك، وحين عاد لزيارته، اول ماقاله له شيرلوك هو: "أرى ياواطسون انك تستمتع بالزواج، اعتقد ان وزنك زاد سبعة ارطال ونصف منذ ان التقيت بك آخر مرة، وألاحظ انك عدت لممارسة مهنة الطب، يؤسفني ان لديك خادماً مهملاً."
رد عليه واطسون مندهشاً: "عزيزي هولمز، لقد زاد وزني فعلاً سبعة ارطال منذ ان رأيتك اخر مرة، وأنت محق في اعتقادك انني انا وزوجتي غير راضين عن الخادم، لكن كيف عرفت ذلك؟"
ضحك هولمز وقال: "حقاً؟ كنت متأكد انها سبعة ارطال ونصف، الأمر بسيط ياواطسون، يمكنني رؤية علامات الكشط التي تدل على ان شخصاً مهملاً نظف الحذاء.
كما أنني اشم فيك رائحة معقم ضعيفة، وأرى مسحوقاً اسود على اصبعك لايستخدم سوى في علاج حالات العدوى، يوجد أيضاً نتوء في معطفك حيث تحمل عادةً سماعتك، تشير هذه الأدلة إلى انك عدت لامتهان الطب من جديد.
رد واطسون: " يبدو الأمر بسيطاً دائما للغاية عندما تشرحه ياهولمز، لكنني لا أفهم ابداً كيف تنتقل من النقطة أ إلى النقطة ب، بالرغم من انني ارى كل ماتراه!"
فقال شيرلوك ( انت ترى، لكنك لاتلاحظ).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من خلال الاطلاع والقراءة تزيد محصلتك ومعرفتك بما يدور حولك، ووجود المعلومات لديك يساعدك كثيراً على العودة لها عندما تبدأ بالاستنتاج وتحل لغزا ما، فأنت تعرف ان قدم لاعب كرة القدم اقوى من قدم الشخص العادي، وقبضة يد لاعب الكاراتيه تميزه بقوتها، وبطل المصارعة يتميز بالجسد الضخم والبنية الرياضية، اما الطبيب والقاضي فتستطيع ان تميز بينهما لانك تعلم ان القاضي يرتدي العباءة السوداء والدكتور يرتدي الابيض، كل ذلك عرفته لانك تعلمت ولاحظت ذلك.
وفي رواية "دراسة في اللون القرمزي"، ادعى هولمز أنه لا يعرف أن الأرض تدور حول الشمس، معللًا ذلك بأن معلومات كهذه لا علاقة لها بعمله، ومباشرة بعد سماعه تلك المعلومة من واطسون، قال إنه سيحاول فورًا نسيان هذه الحقيقة العلمية. يؤمن هولمز أن العقل لديه قدرة تخزين محدودة، ولذا فإن تعلم الأشياء عديمة الفائدة سيعيق تعلمه للأشياء المفيدة.
حيث قال هولمز: " إن عقل الانسان يشبه العلبة الفارغة التي يخزن فيها مايشاء من الاثاث، فالإنسان الاحمق هو الذي يحاول تجميع مايصادفه من معلومات بحيث يصعب عليه إيجاد مايفيده منها، أما الإنسان الماهر فلا يأخذ الا مايفيده في عمله، فمن الخطأ ان نتصور ان جدران تلك الحجرة الصغيرة قابلة للتمدد كيفما نشاء."اما في رواية "فضيحة في بوهيميا" يُظهِر هولمز معرفتة بعلم النفس، حيث يستدرج "آيرين أدلر" تلك المرأة التي فاقته في الحيلة والدهاء وكان يسميها "المرأة"، ليجعلها تدله على مكان صورة فوتوغرافية كانت لديها وهددت بنشرها التي كانت ستسبب فضيحة كبرى لجلالة ملك بوهيميا، وقد كانت الصورة مخبأة في تجويف في الجدار خلف لوحة، حين وكله الملك بالقضية حيث حاول كثيراً ان يرسل اللصوص لمنزلها ويدفع لهم المبالغ الخيالية ولكنها كانت محاولات فاشلة، قرر بعدها ان يلجأ للمحقق العظيم، فوافق هولمز وراقب منزلها لفترة طويلة واستجوب عمال منزلها، وفي اليوم التالي زارها متنكراً بهيئة رجل طاعن في السن، وانتظر عودتها للمنزل حيث وقف مع رجال اتفق معهم ان يفتعلوا مشاجرة اثناء نزولها من العربة، ما ان بدأت المشاجرة، وادعى هولمز انه يدافع عن السيدة ويبعدها عن الموقف حتى ضربه احد الرجال ليسقط على الارض، وتأمر السيدة الناس ان يدخلوه لمنزلها، وحين دخل هولمز كان قد اتفق مسبقاً مع واطسون ان يقف امام النافذة، وفي وقت محدد ومع حركة يد شيرلك هولمز عليه ان يشعل فتيل الدخان ليقذفه خلال النافذه، ويصرخ: حريق! حريق!
كان هولمزعلى ثقة بأن الصراخ والدخان كافيين لتهتز اعصابها الحديدية، طلب هولمز من السيدة ان تفتح النافذة لانه يشعر بالاختناق واعطى اشارة لواطسون لينفذ خطة انذار الحريق الوهمي، وعرف هولمز مكان الصورة لانه راقب نظرات "آيرين" التي بسرعة اتجهت نحو مكان الصورة بخوف، بعد ان حصل على مايريد استأذن السيدة ورحل ليأتي في اليوم التالي ويجد الصورة.
سأله واطسون: "كيف عرفت كل هذا؟ وكيف كنت واثق من مكان الصورة؟"
أجاب هولمز: "عندما تعتقد امرأة أن منزلها يحترق، تدفعها غريزتها إلى الإسراع إلى الشئ الاكثر أهمية، وهذا رد فعل قاهر قمت بإستغلاله أكثر من مرة من قبل."
مثال آخر في "مغامرة الجوهرة الزرقاء"، حيث يحصل هولمز على معلومات من البائع عن طريق استدراجه إلى لعب رهان، ويعلق على ذلك قائلًا: "إذا رأيت رجلًا شاربه بهذه الهيئة، ولا منديل يتدلى من جيب بذلته، يمكنك دائمًا خداعه باستخدام رهان".
أيضًا ان محادثات شيرلوك هولمز كانت تزخر بمقولات من كتب شكسبير، وكتب الأديب الألماني فون غوته، والشاعر الفارسي حافظ الشيرازي، كما أنه اقتبس من رسالة فلوبير إلى جورج ساند المكتوبة باللغة الفرنسية، وفوق ذلك، ففي رواية "كلب آل باسكرفيل" استطاع هولمز تمييز أعمال الرسام الإيطالي-الأسترالي مارتن نوللير، والرسام الإنجليزي جاشوا رينولدس، كل ذلك يدل على أهمية الاطلاع والمعرفة والتعلم.
تبدأ احداث الرواية بعد ان تزوج واطسون، وقد مرت سنوات من الانقطاع اشتاق لزيارة صديقه العزيز شيرلوك، وحين عاد لزيارته، اول ماقاله له شيرلوك هو: "أرى ياواطسون انك تستمتع بالزواج، اعتقد ان وزنك زاد سبعة ارطال ونصف منذ ان التقيت بك آخر مرة، وألاحظ انك عدت لممارسة مهنة الطب، يؤسفني ان لديك خادماً مهملاً."
رد عليه واطسون مندهشاً: "عزيزي هولمز، لقد زاد وزني فعلاً سبعة ارطال منذ ان رأيتك اخر مرة، وأنت محق في اعتقادك انني انا وزوجتي غير راضين عن الخادم، لكن كيف عرفت ذلك؟"
ضحك هولمز وقال: "حقاً؟ كنت متأكد انها سبعة ارطال ونصف، الأمر بسيط ياواطسون، يمكنني رؤية علامات الكشط التي تدل على ان شخصاً مهملاً نظف الحذاء.
كما أنني اشم فيك رائحة معقم ضعيفة، وأرى مسحوقاً اسود على اصبعك لايستخدم سوى في علاج حالات العدوى، يوجد أيضاً نتوء في معطفك حيث تحمل عادةً سماعتك، تشير هذه الأدلة إلى انك عدت لامتهان الطب من جديد.
رد واطسون: " يبدو الأمر بسيطاً دائما للغاية عندما تشرحه ياهولمز، لكنني لا أفهم ابداً كيف تنتقل من النقطة أ إلى النقطة ب، بالرغم من انني ارى كل ماتراه!"
فقال شيرلوك ( انت ترى، لكنك لاتلاحظ).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذاً ماهو علم الإستنتاج أو الإستدلال؟ وكيف ندرب عقلنا على تحليل وربط الحقائق وحل اصعب الالغاز وفك غموض الجرائم مثل شيرلوك هولمز؟
بالبداية ان علم الإستنتاج أو الإستدلال المنطقي يبحث عن عوامل ومسببات حدوث الأحداث، ويدرس منطقية الأفعال عبر الإدراك والإنتباه والملاحظة والنقد والحكم، وتستطيع تقويه كل هذه الملكات والمهارات من خلال القراءة عنها.
يلخص شيرلوك هولمز ذلك في ثلاث خطوات:
١- لاحظ كل شئ.
٢- مما تلاحظ، استنتج كل شئ ممكن.
٣- استبعد كل مستحيل فيما استنتجت، ويتبقى لك بغض النظر عن كيف يبدو، غريبا وغير منطقي هو الحقيقة.
والنقطة الثالثة تعتبر مبدأ أساسي من مبادئ الاستنتاج الهولمزي، يظهر ذلك من احد اشهر مقولاته التي وردت في رواية "علامة الأربعة" حيث قال: "عندما تستبعد المستحيلات، فإن المتبقي -مهما كان مستبعدًا- هو الحقيقة".
الآن، تخيل انك محقق في مسرح الجريمة، يقف امام جثة، قدر السيد الطبيب الشرعي انها تعود لرجل في العقد الثالث من عمره، يكون التحليل في علم الاستنتاج عن ماهي الاسباب التي جعلته يتوفى؟ وهل هناك شخص مستفيد من وفاته؟
وليس "كيف توفى"
وتطبيقاً لما سبق سنأخذ اكثر الأسباب واقعية أو أكثرها غرابةً حتى لوكان غامضاً، لأنه السبب الحقيقي.
في رواية "دراسة في اللون القرمزي" كشف لنا السير ارثر كونان دويل دهاء وفطنة ملاحظة محققنا شيرلوك في تحليل جثة تلك المرأة المقتولة، حين لاحظ اولاً ان الضحية ترتدي معطف ثقيل تغطيه قطرات المطر، ولاتملك حقيبتها معها
تسائل أين الحقيبة؟ وأين ساعتها؟ لماذا اختارت ارتداء هذا اللون الوردي؟ هل تعمل بوظيفة معينة تحتم عليها ارتداء هذه الالوان؟ بنهاية الامر استنتج هولمز انها مذيعة لبرنامج احوال الطقس وسوف اشرح قريبا كيف عرف ذلك ...
وليس "كيف توفى"
وتطبيقاً لما سبق سنأخذ اكثر الأسباب واقعية أو أكثرها غرابةً حتى لوكان غامضاً، لأنه السبب الحقيقي.
في رواية "دراسة في اللون القرمزي" كشف لنا السير ارثر كونان دويل دهاء وفطنة ملاحظة محققنا شيرلوك في تحليل جثة تلك المرأة المقتولة، حين لاحظ اولاً ان الضحية ترتدي معطف ثقيل تغطيه قطرات المطر، ولاتملك حقيبتها معها
تسائل أين الحقيبة؟ وأين ساعتها؟ لماذا اختارت ارتداء هذا اللون الوردي؟ هل تعمل بوظيفة معينة تحتم عليها ارتداء هذه الالوان؟ بنهاية الامر استنتج هولمز انها مذيعة لبرنامج احوال الطقس وسوف اشرح قريبا كيف عرف ذلك ...
يتبع ........
تعليقات
إرسال تعليق